أسئلة وأجوبة حول "غلطات" رواد الأعمال وأهمية الاستفادة منها في مسيرتهم المهنية.
نبذة عن الحلقة:
في هذه المقابلة، استعرض الأستاذ راكان العيدي مسيرته في عالم ريادة الأعمال والتحديات التي واجهها على طول الطريق. وقد شدد بشكل خاص على أهمية الاستثمار، متطرقًا إلى تفاصيل رحلته في هذا المجال. من خلال تجربة "شايزر"، قدّم الأستاذ راكان مثالًا حيًا على كيفية تحويل الأفكار البسيطة إلى حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق بفعالية. تمحور النقاش في هذا القسم حول أسس تأسيس المشاريع وأهمية التحلي بالمرونة والابتكار. كما تضمنت المقابلة محاور أخرى مهمة، مثل كيفية التعامل مع الأخطاء وتجاوز العواطف عند اتخاذ القرارات المهنية، بالإضافة إلى استراتيجيات التوظيف والنمو، والتحديات التي تواجه تطوير المنتجات.
نود أن نوضح أننا اخترنا فقط بعض الأسئلة من البودكاست، ولكن يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب: الحلقة الأولى من "غلطات" مع راكان العيدي
راكان العيدي: "رحلة نجاح وتحديات في عالم الابتكار والتكنولوجيا"
الأستاذ راكان العيدي هو رائد أعمال سعودي ومؤسس شركة "شايزر" منذ عام 2017. حاصل على ماجستير في ريادة الأعمال وإدارة الموارد البشرية من جامعة "كوينزلاند"، وبكالوريوس في هندسة النظم الصناعية من جامعة الملك فهد. بدأ كمهندس وتحول إلى مدير تنفيذي في مؤسسات عالمية غير ربحية. في عام 2016، عاد إلى السعودية لتأسيس "شايزر" مع رؤية لتقديم حلول مبتكرة في مجال الأجهزة (الهارد وير) من خلال تجربة الأفكار الجديدة بسرعة واختبارها بفعالية لتقليل المخاطر والتكاليف المرتبطة بالمشاريع الكبيرة. خلال رحلته كرائد أعمال، واجه راكان العديد من التحديات والأخطاء التي تعلم منها. يتميز بقدرته على تحويل الأخطاء إلى فرص للنمو، ويؤكد على أهمية المرونة والابتكار في مواجهة التحديات، مما يجعله مثالًا يُحتذى به في ريادة الأعمال.
كيف كانت تجربتك في مجال الاستثمار عندما كنت تعمل في وظيفة مريحة ذات راتب ثابت؟
في الحقيقة، كانت تجربتي غير تقليدية تمامًا. بدأت مسيرتي بالعمل النظري في مجال الاستثمار، حيث كنت أدير "إنديفر" في السعودية وكنت شريكًا في "500 Startups". العمل النظري كان جميلًا، إذ كنا نتمتع برؤية واضحة وخالية من المشاكل اليومية. لكنني شعرت بأن هناك ضلعًا ناقصًا في مسيرتي. لذلك، في عام 2017، قررت العودة إلى الميدان لتكملة تجربتي والعمل بشكل عملي. الانتقال من وظيفة مريحة ذات راتب ثابت إلى خوض تحديات حقيقية في عالم الأعمال كان قرارًا صعبًا، لكنه أثمر بتجربة رائعة ومفيدة. فالفارق بين النظري والعملي كبير؛ حيث إن العمل في الميدان كشف لي تحديات جديدة وتجارب واقعية لم أكن أواجهها من قبل.
كيف كانت تجربتك في طلب الاستثمار؟
في الحقيقة، كان الأمر أصعب طبعًا وكانت تجربة مختلفة تمامًا. على الرغم من أنني كنت على دراية بجوانب الاستثمار عندما كنت أعمل كموظف، إلا أن الواقع تغير عندما بدأت أطلب الاستثمار. حتى الآن، جمعنا جولة استثمارية بقيمة تقارب 6,000,000 دولار من مستثمرين أفراد، ولكننا لم نتمكن من بيع الفكرة لأي صندوق استثماري. الصناديق التي تواصلنا معها كانت ترفض بسبب طبيعة المشروع كونه مرتبطًا بالهاردوير، وأيضًا بسبب التحديات المرتبطة بموديل الشاحن لأنه كان معقدًا جدًا. كانت المشكلة أن الصناديق لا تريد الدخول في هذا النوع من الاستثمارات. لذا، كان علينا البحث عن مستثمرين مهتمين بالمنتجات، وهذا ما جعل الأمر صعبًا في البداية. ولكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تصير أسهل، وبدأنا نلاقي تجاوب.
هل أصبحت رحلتك أصعب أو أسهل عندما أنشأت شركتك؟ وما هي التحديات التي واجهتك عندما قررت الانتقال من وظيفة مريحة إلى العمل في الميدان؟
نعم طبعًا أصعب! كنت أظن أن الأمور ستكون أسهل لأنني كنت أعتقد أن لدي المفاتيح اللازمة لها. لكن تختلف الأمور عندما تصبح على أرض الواقع، خاصة لأنه الفكرة "إبتكارية" يعني ما هي شيء منسوخ من شيء ثاني. فيجوا يطلبون منك النسخة عن المنتج اللي إنت قمت بتصنيعه، النسخة اللي هي تكلفة الاستحواذ على العميل وغيرها الكثير من الأمثلة... فهذي كانت تشكل تحدي كبير. ومن التحديات الأخرى هي إنه لا تعقد الأمور. إحدى الأخطاء الأخرى التي ارتكبتها كانت في عدم تبسيط الأمور بشكل كافٍ. على سبيل المثال: لديك مكعب، لا تقعد تسوي هرم. يعني بدلاً من أن أقدم فكرة معقدة، كان من الأفضل أن أقدمها بطريقة مبسطة وأخذهم في رحلة واضحة. لو كنت بدأت بشركة شواحن فقط، لربما كان من الأسهل جذب المستثمرين من البداية.
ما هي أهم الأسباب التي جعلت هذا الانتقال صعبًا للغاية؟
في الواقع، أحد الأسباب هو أن الصناديق ما تبغى تدخل في مجال تعتبره غير مألوف مثل "الهاردوير ". والسبب الثاني كان موديل الشاحن كان معقدًا جدًا. لذا، كان من الأفضل لنا إما بيع الشواحن والتعامل مع الموزعين الذين يرغبون في بيع المنتجات، أو البقاء كمزود خدمة (SaaS) دون الدخول في عملية التصنيع. التحدي الكبير كان في إيجاد التوازن الصحيح بين هذين الخيارين. ومع ذلك، بدأت الأمور تصبح أسهل الآن، وبدأنا نلاحظ تجاوبًا إيجابيًا.
أستاذ راكان، ما هي أهم الدروس التي استفدت منها خلال رحلتك في ريادة الأعمال؟
-
التكيف مع الواقع: رغم التخطيط الدقيق والنظري، إلا أن مواجهة الواقع في الميدان كانت مختلفة تمامًا. تعلم أنّ التحديات اليومية تتطلب مرونة وسرعة في اتخاذ القرارات.
-
أهمية تبسيط الأفكار: الفكرة الابتكارية تحتاج إلى عرضها بطريقة مبسطة وواضحة للمستثمرين. تعقيد الفكرة قد يؤدي إلى صعوبة في إقناع الآخرين.
-
اختيار الشركاء المناسبين: أدركت أن النجاح في ريادة الأعمال يتطلب وجود شركاء ومستثمرين يشاركون نفس الرؤية ويفهمون طبيعة المشروع، وخاصةً في المجالات التي قد تكون غير مألوفة مثل الهاردوير.
الخاتمة
شكراً لك الأستاذ راكان العيدي على تسليط الضوء على أهمية التعلم من الأخطاء وتجاوز العواطف عند اتخاذ القرارات المهنية، وعلى تركيزك على جوانب تأسيس المشاريع، بما في ذلك أهمية المرونة والابتكار. لقد ناقشنا معك محاور مهمة تفيد جميع رواد الأعمال، مثل التعامل مع الأخطاء، التوظيف والنمو، وتحديات تطوير المنتجات. نشكركم مجددًا على مشاركتكم القيمة، ونتمنى أن يكون حديثكم مصدر إلهام وفائدة لكل من يسعى للنجاح في ريادة الأعمال.
يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب: الحلقة الأولى من "غلطات" مع راكان العيدي
مدونات أخرى
كيف تستفيد من خدمة العملاء لزيادة أرباحك؟
أنت لا تدير شركتك. عملاؤك هم الذين يديرونها. قراراتهم أهم من قراراتك، وكذلك أفعالهم، لأنه مهما كانت طبيعة عملك، العملاء هم غاية العمل ومصدر الأرباح. فكيف تستفيد من خدمة العملاء لزيادة أرباحك؟
كيف تختار فكرة مشروعك الجديد؟
يعتمد نجاح أو فشل أي مشروع في الأساس على الفكرة ومدى جدواها وربحيتها، ثم يأتي دور الشخص الذي يدير المشروع و فريق العمل. من هنا تبرز أهمية الاختيار الجّيد لفكرة المشروع في تحقيق الأهداف والأرباح المرغوبة خلال الفترة المحددة.
شركتك الجديدة بين الذكاء البشري والاصطناعي
"في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، لا غنى عن الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال. تعدّ أدواته القوية والمبتكرة سر نجاح الشركات، وزيادة كفاءتها، وتمكينها لاتخاذ قرارات استراتيجية ذكية. تحيّاتي إلى صديقاتي سيري وأليكسا وبالتأكيد جدّتي جوجل".
الحلقة الأولى من "غلطات" مع راكان العيدي
أحدث المدونات