للوهلة الأولى، قد ترفض فكرة التقليد لأنّ الإنسان ولا سيما رائد الأعمال يسعى ليكون مختلفاً ومتميزاً. ألا يقول المثل "خالف...تُعرف"؟ في هذه الوهلة، أنت على حق لأنّ عنصر الابتكار لا يفقد رونقه وما زال يلقى رواجاً كبيراً حتى الآن في شتى المجالات.
لكن للوهلة الثانية، قد تقف عند بعض المنافسات التي تحدّث عنها التاريخ، مثل تلك بين بيبسي وكوكا كولا، ماكدونالدز وبرجر كنج، ماستركارد وفيزا، وغيرها من المنافسات التي يعود سببها إلى أنّ إحدى الشركات لم تختر الابتكار بل قرّرت تقليد مشروع آخر.
فماذا تختار لنفسك كرائد أعمال؟ هل تبتكر فكرة جديدة لمشروعك أو تقلّد؟ تعالَ نبحث في الخيار الأفضل.
التقليد لا يجعل فكرتك مبتذلة
تخيّل أنّ هناك سوبرماركت واحد يتسوّق منه كل السكان أو فندق واحد يقصده كل السواح أو مطعم واحد يأكل منه كل الناس، فقط لأنّ روّاد الأعمال الآخرين يخشون التقليد كي لا تبدو فكرتهم متبذلة. بالطبع، هذا غير منطقي لأنه لا بد من تقليد بعض المشاريع لتلبية احتياجات مليارات المستهلكين حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية.
أبرز الشركات العالمية تقلّد
كما ذكرنا، هناك العديد من المنافسات الضخمة بين أشهر شركات العالم والتي تُعدّ جميعها ناجحة، كل منها بأسلوبها الخاص. وبينما تلحظ بعضها بسهولة، هناك شركات مقلّدة هيمنت على غيرها حتى أصبحت تبدو للبعض وكأنها الشركة الأولى من نوعها. فهل تعلم أنّ شركة يوتيوب التي تسجّل مليارات المشاهدات يومياً ليست فكرة مبتكرة؟ العاملون على يوتيوب قلّدوا فكرة "shareyourworld.com" لكن في فترة زمنية مؤاتية أكثر، فيها زاد وصول مزيد من الناس إلى خدمات الإنترنت. فلا بأس بأن تقلّد الأفكار طالما تختار بذكاء ماذا ستقلّد وكيف، حتى تتمكن من التفوق على الفكرة الموجودة أصلاً.
من المهم تقليص العوامل المتغيرة في المعادلة
لدى تأسيس أي شركة ناشئة، تدخل العديد من العوامل في تحديد نجاح المشروع، مثل وعي الناس للمشكلة التي يعالجها مشروعك، ومدى فعالية الحل الذي تقدّمه، واستعدادهم لدفع المال في المقابل، إلخ. وبعد تحديد ما سبق، عليك أن تفكّر كيف ستطلق مشروعك، أين، وفي أي فترة زمنية، وعبر أي منصات وأي قنوات للتوزيع، وغيرها الكثير من متطلبات البحث والدراسة. لذلك، كي تشعر بمزيد من التحكّم بفكرة مشروعك واحتمال نجاحها، حاول تقليص عدد المتغيّرات أمامك ربما من خلال اتباع مسار مضمون سلكته علامة تجارية قبلك.
هناك فرق بين الفكرة والمشروع
إذا نظرت إلى الدراسات حول الشركات التي قلّدت غيرها، ستجد أنّ ما يميّز بعض المقلّدين هو استطاعتهم تنفيذ الفكرة نفسها إنما في سوق جديد أو بأسلوب مختلف. فبعد أن راقبوا الشركة التي يودّون تقليدها أو النقل عنها، بحثوا عن نقطة الضعف أو ما يسمّى "فجوة السوق".
في هذا الإطار، يمكننا التحدّث عن تقليد الفكرة لكن الابتكار في التسويق المتخصص لها أو ما يعرف بالـ niche marketing، وهو أن تسوّق لمجموعة محدّدة جداً من المستهلكين إنما بشكل جيد. الأمثلة على ذلك تشمل محلّات ملابس الحوامل، ومتاجر الأحذية الطبية، وعلامات تجارية متخصصة أكثر بعد مثل Munch Bakery، مخبز لمحبّي الحلويات الغربية إنما بنكهة عربية.
كلمة أخيرة
في جدل الابتكار والتقليد، يبقى العامل الحاسم هو قدرتك على إضافة "الحصرية" التي تعبّر عن تميّزك كفرد. لهذا، ادرس خطواتك بتأنٍّ وخطّط جيداً لنموذج أعمالك وأرباحك وكيفية استجابتك لاحتياجات السوق الذي تستهدفه. يمكنك تشبيه الأمر بالترجمة اللغوية، حيث يفيد نقل الفكرة نفسها، بشرط أن تصيغها بشكل يتفاعل معه الجمهور الذي تخاطبه بإيجابية.
مدونات أخرى
هكذا تكون "رائد أعمال ناجح"
ما راح تقرأ في هذا المقال أي شيء عن المال أو الرواتب أو نماذج العمل أو أي موضوع ثاني يتعلق بالجانب التقني لإدارة الشركات وربح الأموال. هذا المقال عنك أنت لأن نجاح شركتك يبدأ من نجاحك الشخصي. عشان كدا حط الأرقام على جنب واستعد عشان تتعرّف للقائد الصغير اللي لازم تكتشفه في داخلك.
الحلقة الأولى من "غلطات" مع راكان العيدي
في هذه المقابلة، استعرض الأستاذ راكان العيدي مسيرته في عالم ريادة الأعمال والتحديات التي واجهها على طول الطريق. وقد شدد بشكل خاص على أهمية الاستثمار، متطرقًا إلى تفاصيل رحلته في هذا المجال. من خلال تجربة "شايزر".
نظام العمل عن بعد يأتينا بـ 5 تغييرات اقتصادية
أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مبادرة "العمل عن بعد"، وهو برنامج يساهم في تقليص الفجوة بين أصحاب العمل والباحثين عن وظائف، إضافة إلى توفير الدعم اللازم والتنسيق والحلول المتكاملة لتنظيم طريقة العمل هذه، لا سيما وأنها أثبتت فعاليتها خلال جائحة كوفيد-19. فكيف سيبدّل نظام العمل عن بعد الواجهة الاقتصادية للبلاد؟
تبتكر فكرة جديدة لمشروعك أو تقلّد؟
أحدث المدونات