الحلقة السادسة من "غلطات" مع محمد بلشرف

أسئلة وأجوبة حول "غلطات" رواد الأعمال وأهمية الاستفادة منها في مسيرتهم المهنية.  

نبذة عن الحلقة: 

في هذه الحلقة الملهمة، يشارك الأستاذ محمد بلشرف رحلته المميزة في ريادة الأعمال، مُسلطًا الضوء على أهمية التركيز على الأولويات وبناء أسس قوية للشركات الناشئة. يتحدث عن كيفية التعامل مع التحديات النفسية والمهنية التي يواجهها رواد الأعمال، وأهمية وجود أشخاص داعمين حوله. كما يناقش دور الشراكات في تعزيز نمو الشركات، وكيفية اتخاذ القرارات المهمة في المراحل المختلفة من المشروع. 
يتطرق بلشرف أيضًا إلى فلسفته في إدارة الوقت بين العمل والعائلة، مسلطًا الضوء على التجارب والدروس التي تعلمها خلال مسيرته. بالإضافة إلى ذلك، يوضح رؤيته حول استراتيجيات النمو والتوسع، وأهمية اختبار الأفكار باستمرار لتحديد نجاحها في السوق. 
نود أن نوضح أننا اخترنا فقط بعض الأسئلة من البودكاست، ولكن يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب. الحلقة السادسة من "غلطات" مع محمد بلشرف. 

محمد بلشرف: من ريادة الأعمال إلى الابتكار اللوجستي – مسيرة تأسيس "ناول للتخزين" 

محمد بلشرف هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ناول للتخزين" منذ يناير 2022، وهي إحدى الشركات الناشئة الرائدة في مجال الخدمات اللوجستية بالمملكة العربية السعودية. تأسست الشركة لتطوير حلول التخزين والتوزيع بطرق مرنة تلبي احتياجات العملاء. بالإضافة إلى ذلك، يشغل بلشرف عضوية مجلس إدارة شركة "بي إي تي مصر" منذ 2013، و"وي ديلفر" منذ 2021. وقد شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "بلشرف"، وسبق له العمل مستشارًا أول في "آرثر أندرسن" بين عام 2000 و2001. حاصل على ماجستير في إدارة المشاريع من "جامعة جورج واشنطن" وبكالوريوس في علوم الحاسوب من "جامعة الملك سعود". 

غالبًا ما نسمع في ريادة الأعمال عن أهمية العزيمة والمثابرة. كيف يمكن للمرء اكتساب هذه الصفة؟ 

المثابرة ليست شيئًا يمكن تعلمه من الكتب أو الدورات. إنها صفة تنبع من داخلك. عليك أن تكون مستعدًا للقيام بخطوات يومية نحو هدفك، حتى وإن لم تكن متأكدًا مما سيحدث. قد تنجح أو تفشل، لكن الأهم هو أن تحاول باستمرار. لا تتعامل مع الأمور بعاطفية زائدة، وركز على الأساسيات واجتهد على نفسك كثيرًا.  ولكن الأهم من ذلك كله أن يكون لديك عميل مستعد لدفع المال مقابل خدمتك. إذا لم يكن لديك ذلك، فلا داعي للتنظير أو التخطيط. 

عند البدء في مشروعك، كيف اتخذت قرار تعيين أول موظف؟ وكيف تختار موظفيك الآن؟ 

أول موظف دائمًا يأتي عن طريق شخص تثق به. عندما يخبرك أحدهم عن شخص ملتزم وجاد، فأنت تميل إلى الثقة في هذا التوصيف. بالنسبة لي، كان أول موظف عندي هو شاب حديث التخرج بلا خبرة تقريبًا، لكن لديه استعداد للتعلم والالتزام. الأهم بالنسبة لي هو السلوك: هل هو مستعد للتعلم؟ هل يسأل كثيرًا؟ هل لديه شغف؟ أما العكس، فإنّ اتخاذ قرار بفصل موظف يكون أيضًا بسبب السلوك. إذا كان الشخص لا يتبع الأنظمة، أو يضيع الوقت، أو لا يعترف بأخطائه، فهذا مؤشر واضح. في الحقيقية، أنا أفضّل دائمًا شخصًا بكفاءة متوسطة وسلوكًا جيدًا على شخص بكفاءة عالية وسلوكٍ سيء. 

مع إحصائيات تفيد بأنّ 90% من الشركات الناشئة تفشل في سنواتها الأولى، كيف واجهت هذا الواقع؟ 

 عندما تبدأ عملًا تجاريًا، يجب أن تكون لديك علاقات وخبرة سابقة. إذا لم تكن لديك هذه الأسس، فمن الصعب النجاح. نصيحتي هي أن تكتسب الخبرة أولًا في المجال الذي تنوي العمل فيه. لا تدخل مجالًا دون فهمه أو دون وجود شبكة علاقات تدعمك. بالنسبة لي، مررت بتجارب كثيرة قبل أن أشعر أنّ الوقت قد حان للبدء. 

دائمًا نسمع عن التوازن بين العمل والعائلة. أنت رائد أعمال وأيضًا رب عائلة، كيف تستطيع تحقيق هذا التوازن؟ وهل هو حقًا توازن أم ضريبة يجب دفعها؟ 

لا أعتقد أنه يمكننا وصفه كضريبة، لأن هناك أشخاصًا يقولون: "نحن نجحنا في هذا التوازن". لكن بالنسبة لي، هي صعبة للغاية. هناك شيء يسمى الأولويات، وهذه الأولويات تتغير بين العائلة، العمل، وحياتك الشخصية. أحيانًا تكون الأولوية للعائلة، وأحيانًا للعمل، وأحيانًا لنفسك. لذلك، لا يمكن أن تبدأ عملك وتقول: "سأعمل فقط ثماني ساعات". ربما هناك أشخاص يفعلون ذلك، لكن أنا لم أتمكن من ذلك بعد. أم فيصل، زوجتي، لها الجنة. جزاها الله خيرًا على تحملها ودعمها لي. في الواقع، إنّ شريك حياتك وشريك العمل هما الداعمان الأساسيان. في الواقع، العائلة، الزوجة، والأبناء لهم دور كبير في تقديم الدعم. زوجتي دائمًا كانت تقول لي: "هذه المرحلة ستقويك لمرحلة أكبر". وفعلاً، مع مرور السنوات، أدركت أنّ كل مرحلة صعبة كنت أعتقد أنها ستنهيني، كانت تؤسسني لمرحلة أفضل وأكبر. 

نسمع دائمًا أنّ النقد مؤلم، فكيف تتعامل مع النقد؟ 

عندما تكون صاحب عمل، من المهم أن تأخذ هذا النقد بموضوعية. إذا كان النقد يخص فكرتك أو مشروعك، فعليك أن تحلل وتدرس الفكرة بعمق وتتقبله بكل رحابة صدر. أما إذا كان النقد شخصيًا، فلا تدعه يؤثر عليك. النقد البنّاء هو الذي يساعدك على النمو والتطور. 

كيف تتعامل مع عدم اليقين(المجهول) الذي يواجهك كرائد أعمال؟ 

عدم اليقين جزء لا يتجزأ من ريادة الأعمال. كل يوم يحمل تحديات جديدة وتوقعات قد لا تتحقق. ما يساعدني هو الدعم من الأشخاص من حولي، سواء كان شريك العمل أو فريق العمل. هؤلاء الأشخاص يدفعونك للاستمرار عندما تشعر بالإحباط. كما أنّ الإصغاء للملاحظات والمعلومات من الآخرين قد يفتح آفاقًا جديدة. 

أستاذ محمد، ما هي أبرز الدروس التي قمت باكتسابها خلال مسيرتك في ريادة الأعمال؟ 

1. أهمية استثمار الوقت والموارد بحكمة: تعلمتُ أنه من الضروري توجيه الجهود والموارد بشكل مدروس على الأمور التي تساهم في نمو الشركة بشكل فعّال، خاصة في مراحل التأسيس. 

2. المرونة في التكيف مع التحديات: أدركتُ أن التكيف مع التغيرات السريعة في السوق والتعلم من الأخطاء بشكل مستمر هما الأساس لتحقيق النجاح المستدام. 

3. اختيار الفريق المناسب: تعلمتُ أن بناء فريق قوي ومتوافق هو عنصر أساسي في نجاح أي مشروع ريادي، وأنّ الاستثمار في الأشخاص المناسبين يساهم في تحقيق الأهداف بشكل أسرع وأدق. 

الخاتمة 

شكرًا لك أستاذ محمد بلشرف على مشاركتك تجربتك الريادية الرائعة. تحدثت عن تجربتك المتميزة من خلال تسليط الضوء على ثلاث محاور رئيسية في رحلتك: التعلم من الأخطاء وأهمية تحويلها إلى فرص للتطور، الموازنة بين العمل والحياة التي تعتبرها ضرورية لاستمرار النجاح على المدى الطويل، بالإضافة إلى الاستثمار وأهمية اتخاذ قرارات مدروسة لتحقيق التوسع والنمو المستدام. لقد قدمت نصائح ملهمة ستفيد الكثير من رواد الأعمال والمستثمرين، كما سلطت الضوء على أهمية التخطيط الاستراتيجي وكيفية التعامل مع الأخطاء. نتمنى أن يكون حديثك هذا مصدر إلهام للجميع. 

يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب: الحلقة السادسة من "غلطات" مع محمد بالشرف.