أسئلة وأجوبة حول "غلطات" رواد الأعمال وأهمية الاستفادة منها في مسيرتهم المهنية.
نبذة عن الحلقة:
في هذا البودكاست المثير، نستضيف الأستاذ حسين عطار، الرئيس التنفيذي لشركة "تك انفست كوم"، الذي يشاركنا بعضًا من أفكاره حول كيفية اتخاذ قرارات الاستثمار بناءً على خبرات سابقة ودراسات خارجية، مع التركيز على أهمية قبول رواد الأعمال للآراء والنصائح. يناقش الأستاذ حسين التحديات التي يواجهها رأس المال الجريء في السعودية، وكيفية التعامل مع الأخطاء الشائعة لدى الشركات الناشئة. كما يتناول مسألة التقييم العادل للشركات ويقدم نصائح قيمة لرواد الأعمال المبتدئين حول أهمية الاستعداد والدراسة قبل دخول السوق.
نود أن نوضح أننا اخترنا فقط بعض الأسئلة من البودكاست، ولكن يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب: الحلقة الثانية من " غلطات " مع حسين عطار.
حسين عطار: "من أخطاء البدايات إلى نجاحات الريادة - حوار حول التحديات والحلول في عالم الشركات الناشئة"
حسين عطار هو المدير التنفيذي لشركة "Tech Invest Com"، المتخصصة في الاستثمارات في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا. أسس سابقًا منصة "Sawerly" لحجز المصورين الفوتوغرافيين والتي تم تصنيفها كواحدة من أفضل 50 شركة ناشئة عربية. كما شغل منصب المدير التنفيذي لشركة "Attar Software Engineer" ويعمل كعضو مجلس إدارة في عدة شركات. حصل حسين على بكالوريوس في علوم الحاسب وماجستير في هندسة الإدارة من جامعة واترلو، وأكمل برنامج "قادة مسك 2030" في جامعة .ESADE
هل رأس المال الجريء جريء في السعودية؟
والله، هذا سؤال صعب. لأننا نحب أن نقول نعم، لكن عندما نذهب إلى السوق ونسمع من الناس يقولون "أه، صدق، هذا النوع من الاستثمارات لا يدخل معنا. نحن لدينا أفكار رائعة." أقول إنه في بعض المجالات، صحيح أن رأس المال الجريء لا يدخل فيها في الوقت الحالي، خاصة في التقنيات العميقة مثل الـ Deep Tech. للأسف، حتى الآن قد يكون هناك صندوق أو صندوقان فقط يستثمران في التقنيات التي تغير العالم، مثل التقنيات التي تغير الجو أو الذكاء الاصطناعي أو المصانع بشكل كبير. ولكن عندما يقول أحدهم هنا إن رأس المال الجريء ليس جريئًا، فهذا قد يكون صحيحًا. ولكن عندما يأتي رائد أعمال بفكرة واضحة في مجالات يمكننا التعرف عليها، ولديه ميزة معينة، سواء في الفريق أو المنتج أو الطريقة التي يبني بها، هنا نكون جريئين بأموالنا وبأموال المستثمرين الذين يدخلون معنا لتمويل هذه الفكرة وتوسيعها وتطويرها معنا. لكن يجب أن يعرفوا أننا نرى 3,000 رائد أعمال بأفكار مختلفة في مراحل مختلفة. فعندما يعتقد أنه يدخل بفكرة مميزة وأقول له "ترى الأسبوع الماضي رأيت نفس فكرتك، يعني نسخة طبق الأصل." لكن ما رأيك لو عدلت كذا وكذا؟ هل هناك شركة أخرى؟ ما رأيك فيها؟ ونناقش معه الموضوع.
كيف تعرف أنك لست من أهل الاختصاص في مجال معين؟ عندما تستثمر في شركات، فأنت تستثمر في الأشخاص أيضًا. فمتى تستمع إلى آرائهم؟ ومتى يجب عليهم أن يستمعوا إلى رأيك؟
نحن نحاول عندما نقدم نقدًا أن نقدم أدلة معه، إما من تجارب سابقة لنا في استثمارات مماثلة، أو من دراسات خارجية وشركات خارجية اتبعت نفس الطريقة. عادةً، نحن كمستثمرين جريئين ضمن شبكتنا نعرف أشخاصًا فاهمين في السوق، ويفهمون كيفية التعامل مع الوضع. لكن إذا جاء شخص عادي وقال "ألف باء جيم"... هل لديك شيء ضد هذا الموضوع؟ هل تتوقع شيئًا مختلفًا في التقنية أو رأيك مختلف؟ ثم نبدأ النقاش. أو إذا كان من البداية غير مستعد لفهم الأمور أو الاستماع؟ فهذا النوع من الشخصية يصعب التعاون معه، وسيكون هناك العديد من العوائق. لذا يجب أن يكون الشخص متقبلًا ويدرك أن الأمور لن تسير دائمًا بطريقته الخاصة، فهناك مجلس إدارة وهناك قرارات معينة، ويجب أن يتقبل هذه القرارات ويتعلم منها.
هل يجب على أي شركة ناشئة اليوم، خاصة في المجال التقني، أن تضع خطة منذ البداية لتجاوز مرحلة تمويل رأس المال الجريء؟ هل هذه المحطة ضرورية؟ أم أن هناك طرقًا أخرى؟ وهل من الضروري اللجوء إلى رأس المال الجريء؟
بصراحة، لا أستطيع أن أكون محايدًا تمامًا، لكن الحقيقة هي أن رائد الأعمال قد يتمكن من تمويل شركته بنفسه عبر مداخيله ومبيعاته، وتطويرها بنفسه باستخدام طرق التمويل المختلفة المتاحة، سواء من البنوك أو حتى من البرامج الحكومية. يمكنه بناء منتجه وتمويل نفسه حتى يصل إلى مرحلة التخارج، أو ما نحب أن نفعله في السوق لضمان استدامة شركته بطريقة صحيحة. لكن عند تأسيس شركة ناشئة، يجب أن يدرك المرء أن هناك العديد من العوائق غير المعروفة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتبني تطبيقات تتوقع أن يستخدمها المستثمرون. قد تقوم بتسويق المنتج، لكنك لا تحصل على المبلغ الذي تحتاجه. قد توقع عقدًا، ولكن يتم فسخه لاحقًا. واحدة من مزايا المستثمرين الجريئين هي أنهم يفتحون أبوابًا واسعة. إذا كنت تحتاج إلى عميل، أو إلى جهة حكومية، أو حتى إلى موظفين معينين، فإن العديد من الصناديق المختلفة تقدم خدمات معينة لتمييز نفسها عن الصناديق الأخرى، ويحاولون مساعدة رواد الأعمال لديهم. الهدف المشترك هنا هو أن يكبروا الشركة لتصل إلى مرحلة المليار دولار، لأن الجميع في النهاية يبحث عن الربح. لذا، عندما تتحد الأهداف، تسير الأمور بطريقة سليمة.
هناك إحصائية شائعة تتعلق برأس المال الجريء، وهي أن 90% من الشركات تفشل في أول ثلاث سنوات. هذا الرقم قد يبدو مخيفًا، ولكنه يُعتبر طبيعيًا ومعتادًا. ودائمًا ما نسمع كلمات التحفيز مثل "اخطئ وتعلم، هذا شيء عادي"، وغيرها من النصائح الجميلة. لكن السؤال هو: كيف تتعاملون مع الأخطاء التي يرتكبها رواد الأعمال، حيث إن بعض الأخطاء قد تكون مميتة؟ وهل تسمحون لهم بالتعلم من أخطائهم على حسابكم؟ أم يجب أن يتحملوا المسؤولية بالكامل؟
أولًا، أود أن أثني على اختيارك لموضوع الأخطاء، لأن ثقافة التحدث عن الأخطاء شائعة في الخارج. الناس هناك يتحدثون عن الأخطاء التي ارتكبوها، مثل "أسست أول شركة وارتكبت أخطاء وسقطت، ثم أسست شركة أخرى." هنا، نادرًا ما نسمع عن هذه الأمور، إلا من قلة قليلة من الأشخاص الذين يتحدثون عنها في الإعلام. معظم الشركات تغلق أبوابها دون أن يعرف أحد ما الذي حدث لها. فهل نتعلم منها؟ هل نتجنب هذا المجال؟ كل هذه الأسئلة تختفي عن الأنظار. ولكن يمكنني القول إنه فيما يتعلق بالطريقة المثلى التي يجب أن يتعامل بها رواد الأعمال مع الأخطاء، يجب أن تدرك أن المستثمر هو شريك معك، وهو جزء من مجلس الإدارة. والميزة الأساسية هنا هي أن التفكير لا يكون فرديًا، بل يكون لديك مجموعة من العقول تفكر معك في الخيارات المتاحة. لأنك قد لا تعرف أي خيار هو الصحيح: هل هو الخيار "أ" أم "ب " أم "ج" أم "د"؟ لذا، تقدم دراسة معينة لمجلس الإدارة حول المخاطر المحتملة لكل خيار، وتستشيرهم في رأيهم. وكل عضو في المجلس يأتي بخبراته في السوق والمعارف التي لديه ليساعد رائد الأعمال في اتخاذ القرار الأمثل. قد يكون الخيار خاطئًا، ولكن ما يميز هذه العملية هو أنه يمكنك تجربة خيار واحد، ثم الذهاب إلى السوق وجمع النتائج، ومن ثم العودة لمجلس الإدارة لتقييم الوضع. إذا لم ينجح الخيار الأول، نجرب الخيار الثاني. وفي حال الحاجة إلى تمويل إضافي أو دعم في مجالات معينة، يمكنك طلب ذلك. الجميل في هذا النظام هو أن لديك مجموعة يمكنك التعاون معها، ويجب دائمًا أن تفكر بأنك لست وحدك. لديك مستثمرين وشركاء يشاركونك الأخبار الجيدة والسيئة حتى يتمكنوا من التعاون والتعامل بالطريقة الصحيحة.
أستاذ حسين، ما هي أبرز الدروس التي اكتسبتها خلال مسيرتك في ريادة الأعمال؟
-
تقبل النقد والبناء على الخبرات: أدركت أن الاستماع لآراء الآخرين وتقبل النقد البناء أمر أساسي للتطور، خاصةً عندما تكون تلك الآراء مدعومة بتجارب وخبرات سابقة.
-
المرونة في التكيف مع المتغيرات: تعلمت أن السوق يتطلب المرونة في التكيف مع التغيرات، سواء في الأفكار أو الاستراتيجيات، وأن النجاح يأتي من القدرة على تعديل المسار عند الحاجة.
-
التعلم من الأخطاء والتغلب على الفشل: أدركت أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل فرصة للتعلم والنمو، وأن التعامل الصحيح مع الأخطاء يمكن أن يكون مفتاح النجاح في المستقبل.
الخاتمة
شكرًا لك أستاذ حسين عطار على تسليط الضوء على أهمية إدارة التدفقات المالية بفعالية وتقبل النقد البناء من المستثمرين، وعلى تركيزك على جوانب اختيار الشركاء والمستثمرين المناسبين، وأهمية التقييم العادل للشركات. لقد ناقشنا معك محاور مهمة تفيد جميع رواد الأعمال، مثل التعامل مع الأخطاء وتطوير استراتيجيات الاستثمار. نشكرك مجددًا على مشاركتك القيمة، ونتمنى أن يكون حديثك مصدر إلهام وفائدة لكل من يسعى للنجاح في ريادة الأعمال.
يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب: الحلقة الثانية من " غلطات " مع حسين عطار.
مدونات أخرى
تعرّف إلى هذه المفردات قبل أن تبدأ مشروعك الجديد
إذا كنت تبغى تنقل لفرنسا، انت تحتاج أنك تتعلم بعض الكلمات والجمل عشان تتأقلم بشكل أسرع وتسهّل حياتك اليومية. نفس الشيء في عالم ريادة الأعمال.
ألف باء القائد الناجح
هل تعلم ماذا يصادف شهر أبريل؟ إنه بداية عهد "لاكسمان ناراسمهان"، المدير التنفيذي الجديد لشركة ستاربكس. الصحف تتناقل الخبر منذ بضعة أسابيع، ليس فقط بسبب حصة الشركة في السوق أو نظراً لتاريخها الحافل، بل لأنّ لاكسمان لفت الأنظار بخطواته أيضاً.
كيف تختار مقرّاً لمشروعك الجديد؟
للمكان مكانة كبيرة في نجاح شركتك الناشئة، هو يحدد قيمة الإيجار، فئة الزبائن اللي تتعامل معها، سرعة وصولك إلى مختلف المرافق اللي ممكن تحتاجها وغيرها الكثير من العوامل المتعلقة بتطور نشاطك التجاري.
الحلقة الثانية من " غلطات" مع حسين عطار
أحدث المدونات