
أسئلة وأجوبة حول "غلطات" رواد الأعمال وأهمية الاستفادة منها في مسيرتهم المهنية.
نبذة عن الحلقة:
في هذه الحلقة الملهمة، يشارك الأستاذ جميل الصالح رحلته المميزة في ريادة الأعمال، مُسلطًا الضوء على أهمية التدرج في المسار المهني والانتقال من العمل في الوظائف إلى قيادة الشركات. يتحدث عن كيفية التعامل مع التحديات المختلفة التي يواجهها رواد الأعمال، وأهمية الخبرات السابقة في النجاح القيادي. كما يناقش الدور التابع في تكوين قائد ناجح وكيف يمكن للإنسان أن يصبح قائدًا فعالًا من خلال تجارب التبعية والتعلم المستمر. يتطرق الصالح إلى توضيح فلسفته في القيادة والإدارة، وأهمية اتخاذ القرارات المناسبة في المراحل المختلفة من العمل. كما يشارك رؤيته حول إدارة الوقت بين العمل والحياة الشخصية، مسلطًا الضوء على ضرورة توازن الحياة المهنية مع العائلة وتحقيق طموحات الشخصيات المستقبلية. نود أن نوضح أننا اخترنا فقط بعض الأسئلة من البودكاست، ولكن يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب. الحلقة السابعة من "غلطات" مع جميل الصالح.
جميل الصالح: من إدارة الممتلكات إلى تأسيس "سولانا" – رحلة ريادية في القطاع العقاري
الأستاذ جميل الصالح هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سولانا" العقارية منذ نوفمبر 2020 في المملكة العربية السعودية. بدأ مسيرته المهنية بعد حصوله على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، مع تخصصات في التمويل والتسويق والعقارات والتنمية الحضرية من جامعة ويسكونسن ملواكي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1996. على مدار أكثر من 25 عامًا، اكتسب الصالح خبرة واسعة في مجالات التمويل والتطوير العقاري والاستثمار وإدارة الأصول. بدأ حياته المهنية كمساعد استثمار في شركة "فيديليتي للاستثمارات" في الولايات المتحدة بين يونيو 1998 وديسمبر 2001. ثم شغل منصب نائب الرئيس للعمليات في مجموعة "CEE Commercial" بين 2002 و2004، تلاه دور مسؤول الإقراض في شركة "Bank Source Mortgage" في أمريكا بين 2004 و2005. عاد الصالح إلى المملكة العربية السعودية ليتولى منصب رئيس العقارات في مكتب "High Networth Family" بين 2005 و2010. في عام 2010، أسس شركة "الهياكل الأنيقة" في الرياض، حيث شغل منصب العضو المنتدب حتى 2015، واستمر كعضو في مجلس الإدارة حتى أكتوبر 2018. لاحقًا، تولى منصب مدير منطقة إدارة الممتلكات في شركة "إدارة وتطوير مركز الملك عبد الله المالي" بين 2018 و2020. تُعَدّ مسيرته المهنية مثالًا على القيادة والابتكار في قطاعي التمويل والعقارات في المملكة العربية السعودية.
كيف تتعامل مع نفسك عندما ترتكب خطأ؟ هل تكون قاسيًا على نفسك أم رحيمًا؟
بصراحة، ولله الحمد، تعودت على ألا أولي الأخطاء اهتمامًا كبيرًا. بالطبع هناك أخطاء تستحق أن تراجع نفسك فيها، ولكن بشكلٍ عام لا أتمسك بالأخطاء. الحياة دروس، وكل ما يمر به الإنسان يعلمه ويقويه. والأهم هو ألا تتوقف عند الخطأ، لأن الحياة مستمرة ويجب أن تواصل مسيرتك.
هل شعرت بالألم بسبب الأخطاء التي مررت بها في بداية تجربتك؟ وهل تعتقد أنّ النجاح أيضًا يحمل ألمًا؟
في بداية تجربتي، لا شك أنّ الأخطاء كانت مؤلمة نفسيًا. تحمّل الألم كان صعبًا، خاصة أمام الناس والعائلة والأصدقاء. الأخطاء تترك أثرًا نفسيًا، وأحيانًا يأتي هذا الألم من اللوم على نفسك بسبب قراراتك السابقة. أما النجاح، فإنه أيضًا يحمل نوعًا من الألم، رغم أنه قد يُنظر إليه كإنجاز. النجاح يتطلب تغييرات جذرية في شخصيتك ونظرتك للأشياء من حولك، كما يمكن أن يتغير الأشخاص الذين كانوا حولك بسبب نجاحك، مما يضيف نوعًا من الضغط النفسي. النجاح ليس مجرد شعور بالفرح أو الاحتفال، بل يتطلب منك تحمّل مسؤوليات وضغوطات جديدة تتزايد مع الوقت.
كيف توازن بين تشجيع الفريق على الابتكار والعمل، وفي نفس الوقت التركيز على تعلم الدروس من أخطائهم؟ وكيف يتعلم الشخص الذكي من الأخطاء؟
أنا لا أشجع على الأخطاء بشكلٍ مباشر، ولكنني أؤمن بأنّ الأخطاء جزء لا يتجزأ من كل عمل. من الضروري توثيق الأخطاء وفهم كيفية الاستفادة والتطور منها. ومع ذلك، لا يمكنني أن أشجع الآخرين على ارتكابها عمدًا. أؤمن بأنّ الشخص الذكي هو الذي يتعلم من أخطائه، لكن الأذكى هو من يتعلم أيضًا من أخطاء الآخرين. ورغم أنّ الشخص يمكن أن يتعلم من تجارب الآخرين، إلا أنه من المستحيل أن يتعلم بنفس القدر من خلال تجربته الشخصية؛ لأنّ التجربة الشخصية تتيح له فهمًا أعمق وأثرًا أكبر.
يُعتبر ألم الأخطاء كبيرًا في لحظاته، وخاصة عندما نكتشفها. فهل مررت بتجارب كنت تتساءل فيها عن سبب ارتكابك لذلك الخطأ؟ وكيف تتعامل مع أخطاء الآخرين كالأسرة أو فريق العمل، وهل تجد أنه من السهل التفاهم مع نفسك في هذه المواقف؟
بالطبع، إذا كان الخطأ يتعلق بالأسرة، فإنني أفكر في تأثيره على أولادي، وأحيانًا أشعر بالحزن على قراراتي. أما في العمل، فأعتقد أنّ النجاح يتكون من الأخطاء التي تخطيتها وتمكنت من التعامل معها. بالنسبة لأخطاء الآخرين، فبعضها لا تستحق التركيز عليها بشكلٍ كبير، ولكن عندما يتعلق الأمر بشريك أو صديق مقرب، يجب مناقشة الموضوع بشكل أعمق، حيث قد تترتب عليه تبعات قد تؤثر على العلاقات الشخصية لذا يجب الانتباه هنا.
كيف كانت تجربتك في اتخاذ أول خطوة نحو ريادة الأعمال؟ وهل كان للغلطات الأولى التي ارتكبتها تبعات مالية؟
في الواقع نعم، البداية كانت مليئة بالتحديات، فقد كانت أول خطوة في ريادة الأعمال صعبة للغاية. ومع ذلك، كنت مليئًا بالثقة في قدرتي على النجاح. الغلطة الأولى كلفتني مالًا وكان من الصعب تقبلها في ذلك الوقت، خصوصًا في ظل الظروف المالية التي كنت أمر بها. ولكن بمرور الوقت، تحسنت الأوضاع وبدأت أرى النتائج التي كانت تستحق كل التضحيات التي قدمتها. هذه التجربة علمتني أنّ الأخطاء جزء أساسي من الطريق نحو النجاح.
أستاذ جميل، ما هي أبرز الدروس التي قمت باكتسابها خلال مسيرتك في ريادة الأعمال؟
1. أهمية الخبرة العملية في القيادة: تعلمتُ أنّ القائد الناجح يجب أن يكون قد مرّ بمراحل التدرج الوظيفي وفهم تفاصيل العمل من القاعدة إلى القمة. هذا الفهم العميق يساعده في تقدير جهود الموظفين والتعامل بفعالية مع التحديات التي قد تواجههم.
2. التعامل مع الأخطاء كفرص للتعلم: أدركتُ أنّ الأخطاء جزء لا يتجزأ من مسيرة العمل، وأنّ التعامل معها بروح إيجابية وتوفير بيئة آمنة للموظفين يمكن أن يحفز على الابتكار والتطور المستمر.
3. بناء علاقات مهنية قوية: أدركتُ أنّ العلاقات المهنية المبنية على الثقة والاحترام المتبادل تسهم بشكل كبير في تحقيق النجاحات المشتركة وتسهيل التعامل مع التحديات.
الخاتمة
شكرًا لك أستاذ جميل الصالح على مشاركتك تجربتك الريادية الملهمة. تحدثت عن مسيرتك المتميزة من خلال تسليط الضوء على ثلاث محاور رئيسية: التعامل مع الأخطاء وكيفية تحويلها إلى فرص للتعلم والنمو، أهمية التأسيس الجيد والخطوات الأولى في بناء الشركات الناشئة، بالإضافة إلى أهمية اتخاذ القرارات المدروسة منذ بداية المشروع لضمان النجاح المستدام. لقد قدمت نصائح قيمة ستساعد العديد من رواد الأعمال والمستثمرين في تجنب الأخطاء الشائعة وتأسيس مشاريعهم بنجاح. نتمنى أن يكون حديثك مصدر إلهام للكثيرين. يمكنكم مشاهدة والاستماع إلى البودكاست الكامل على يوتيوب: الحلقة السابعة من "غلطات" مع جميل الصالح.