الفئة: الإدارة والقيادة – مهارات شخصية وعملية
لا بد أن تشعر بالقلق كرائد أعمال، وهو شعور مهم في المعادلة لأنه يجعلك متنبّهاً لكل ما يدور حولك ومترصّداً في ميدان تدخله للمرة الأولى. لكن بالرغم من حتمية هذا القلق، إن لم تسيطر عليه أنت، يسيطر هو عليك. فلا يكفي أن تكون رائداً، بل يجب أن تكون قائداً أيضاً، تحديداً عندما لا تبقى رؤيتك قائمة عليك وحدك بل تبدأ مرحلة التوظيف.
سنعرض فيما يلي بعض المجالات العملية التي قد تتأثر بالقلق المفرط على نجاح مشروعك، ثم سنكشف لك الخيط الرفيع الذي يفصل بين دورك الريادي والقيادي في كل مجال.
.1 ترسيخ الرؤية
هل سمعت عن كرة الكريستال التي يستخدمها البعض لرؤية المستقبل بعد التأمل في أشكال المجسّمات داخلها؟ استناداً إلى هذا التقليد، أصبح الـ "crystal ball syndrome" تعبيراً يُطلق على الذين يتوقّعون أن يقرأ الآخر أفكارهم بمجرّد النظر إليهم. فإذا اعتمدت على فهم الآخرين التلقائي لك، أو إذا اتكلت على بعض التلميحات في حديثك إليهم دون التعبير بشكل صريح، يزداد احتمال أن يخطئ الآخرون في فهمك. لذلك من المهم أن تخصّص وقتاً لترسيخ رؤيتك وهدفك، خاصة مع الذين تتعامل معهم منذ فترة قصيرة فقط.
الخط الرفيع بين الرائد والقائد
-
الرائد يفكّر بشكل مكثّف في مشروعه، ثم يتوقّع أن يكون الجميع على المستوى نفسه من المعرفة والانخراط بمشروعه، غير مدركاً أنه يسبقهم بأشواط من الوقت والعمق في فهمه لرؤيته.
-
القائد لا يتوقّع الانسجام الفوري من موظفيه، خاصة الجدد منهم. يدرّبهم ليفهموا لغته، ويمنحهم الفسحة لارتكاب الأخطاء، مواصلاً استغلال الفرص ليعزّز رؤيته في أذهانهم ويريهم أشكالاً مختلفة لتحقيقها.
.2 الاستجابة للتغيير
في كتابهBreathing Oxygen ، يتحدّث جايسون بارجر عن بحث يظهر أنّ الأداء العالي بمستوى عالمي يحتاج إلى 10,000 ساعة من النوم، و12,500 ساعة تتقصّد أن تستريح فيها، عدا عن 30,000 ساعة من النوم. لذا بالمقام الأول، لا ترهق نفسك بالعمل المتواصل وتتوقع أن تبقى إنتاجيتك في المعدّل نفسه طوال الوقت. ثانياً، وبما أنّ مجموع هذه الساعات يعادل 6 سنوات، عليك أن تتوقّع التغييرات، ليس فقط في أدائك ورؤيتك وشخصيتك، بل التغييرات من حولك أيضاً. فكّر مثلاً بتأثيرات كوفيد أو تيك توك على مجال الأعمال. كيف ستستجيب لها؟
الخط الرفيع بين الرائد والقائد
-
الرائد لا يحسن قراءة الظروف المتغيّرة أحياناً بسبب تركيزه على هدفه. قد ينكر تداعيات التغيير ويقاومه خوفاً من أن تتأثر رؤيته سلباً، وكأنه لا يرى فرقاً بين العناد والمثابرة.
-
القائد يعرف أنّ الوضع المثالي موضوع خيالي. يدرك أنه قد تعترض طريقه بعض المطبات، ويعمل على التكيّف مع مختلف الظروف، واثقاً بأنّ بعض المرونة لا تعني التنازل.
.3 مشاركة السلطة
لمن لم يشاهد The Devil Wears Prada، تبرز "ميراندا" بهذا الفيلم في شخصية قاسية وحادة كرئيسة تحرير لأهم مجلات الموضة في نيويورك. كل الموظفين الذين يعملون تحت إدارتها يتعرّضون لضغط هائل بسبب أسلوب "ميراندا" القيادي. فهي تفرط في ممارستها للسلطة ولا تشاركها أبداً مع موظفيها لأنها لا تثق بهم وتتوقّع أن يخفقوا دائماً بالعمل. وفيما يستمر هذا النمط الإداري على أرض الواقع، يرتفع من الجهة الأخرى استعداد الموظف للاستقالة، خاصة أنّ الوعي حول الصحة النفسية يزداد انتشاراً وأنّ العمل عن بعد سابقاً عزّز استقلالية الموظفين اليوم.
الخط الرفيع بين الرائد والقائد
-
الرائد يتمتع بعقلية التفرّد، فيخاف على رؤيته إن دعا الآخرين للمساهمة فيها كما يحميها من أي شعور بالتفاخر لدى الموظفين غير المستعدين لتحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات.
-
القائد يكسر حاجز الخوف من تمادي الآخرين حتى لدرجة تعيين من هم أفضل منه. يبحث عن أصحاب القيادة وسط موظفيه ويشجّعهم على مشاركة آرائهم لتعزيز مساهمتهم في العمل.
.4 توزيع المهام
هل جرّبت قانون الـ 10 - 80- 10 في توزيع المهام على الموظفين؟ لك أنت العشرات ولهم الـ 80. فالـ 10٪ الأولى تشمل اجتماعك بالموظفين وتوكيل المهام إليهم، حيث تشرح لهم المهمة وتزوّدهم بكافة الموارد والأدوات. لا عليك مناقشتهم في التفاصيل لأنّ 80٪ من العمل الآن يعتمد عليهم افتراضاً أنهم خبراء في مجالهم. في هذه الحصة، يوظّفون مهاراتهم وإبداعهم وقدرتهم على معالجة المشاكل وحلّها. بمعنى آخر يطوّرون نفسهم خلال العمل، تاركين لك الجزء الأخير، الـ10 ٪ الثانية، لتشرف على النتيجة النهائية وتضيف لمساتك إليها.
الخط الرفيع بين الرائد والقائد
-
الرائد قد يفرط في مراقبة أداء الموظفين ليتأكد من سير العمل كما يريده تماماً، وهذا يجعله حجر عثرة في طريق الموظفين ونموّهم المهني وإنتاجيتهم وإنتاجيته أيضاً.
-
القائد يعمل "على" المشروع ويدع الموظفين يعملون "ضمن" المشروع. هل تلاحظ الفرق؟ فهو لا يغرق بالتفاصيل، بل يحافظ على الرؤية الشاملة للأعمال حتى يقودها في الاتجاه المناسب.
لو كانت القيادة عملاً سهلاً، لاختار معظم الناس هذا المسار، لكنها مهارة صعبة تتطلّب الوقت والخبرة والجرأة. كن صبوراً مع نفسك وتذكّر أنّ تطوير الذات رحلة لا تنتهي. اجعلها غاية وجودك في مجال ريادة الأعمال، وستجد أنها أهم من تقديم منتج مبتكر أو خدمة ممتازة. فإن انطلقت من سعادتك أولاً، ضمنت تحقيق هذه السعادة للجميع، موظفين وعملاء.
مدونات أخرى
8 طرق لتمويل المشاريع الصغيرة
البحث عن تمويل لمشروعك الخاص قد يكون بمثابة تحدي كبير، سواء من أجل زيادة رأس المال أو توسيع نشاط مشروعك الحالي أو بدء بمشروع جديد. لذا قمنا بتحديد أكثر الطرق المستخدمة لتمويل المشاريع الصغيرة.
4 طرق لإنقاذ محلّاتكم المفضلة من أزمة كورونا
ما قدرت المؤسسات الصغيرة من الأحمال المالية التي اتخذتها مع كورونا لأنه تراجعت أرباح الكثير منها، وبالتالي تراجعت الحيوية الاقتصادية اللي كانت تسويها بجانب فرص العمل اللي وفرتها لشبابنا وتنوّع المنتجات والخدمات اللي جعلته متاح.
5 أرباح تجنيها شركتك من نظام العمل عن بعد
ممكن يجي في تفكير بعضنا أنّ العمل عن بعد هو نظام جديد بسبب جائحة كورونا لكن إجراءات هذا النظام بدأت من 10 سنوات وكورونا أثَر في سرعة تطبيقه فقط. وبالرغم من الخوف اللي يجي لأصحاب العمل عن فعالية هذا النظام من جانب تواصل الفريق وقدرتهم على الابتكار بدون ما يشتغلوا في مكان واحد، أعلنت شركات كبيرة مثل جوجل، أوبر، ماستركارد، مايكروسوفت وغيرها تطبيقهم لهذا النظام.
خط رفيع بين الريادة والقيادة
أحدث المدونات