3 أسرار لنجاح روّاد الأعمال

الدخول إلى عالم ريادة الأعمال غير مشروط. مهما كان عمرك أو مستوى تعليمك أو مدى الابتكار في مشروعك، الباب مفتوح على مصراعيه لتطلق شركتك الناشئة. هو خبر مشجّع بالطبع لكنه لا يتجاوز المراحل الأولى للشركات حسب دراسة نشرتها كلية الأعمال بجامعة هارفارد. 

ففي حين تستمر 50٪ من الشركات الناشئة لمدة 5 سنوات، فقط 25٪ منها يستمر لغاية 15 سنة. إذاً، التحدّي ليس دخول هذا العالم بل الاستمرار فيه، ولهذه الغاية، أنت بحاجة إلى مقوّمات مميزة تغلب بها حاجز السنوات المعدودة. 

فيما يلي سنطلعك على 3 أسرار لنجاح روّاد الأعمال لكن لا تقلق لأنّ غيرك سيقرأ هذا المقال أيضاً. نحن على ثقة أنّ تعاملك الفريد مع هذه الأسرار سيبقى السر الأكبر خلف تفوّقك.  

هيا نبدأ القصة. 

1) المساحة  

في يوم من الأيام، طرق أحدهم بابك. استخدمت الناظور ولم تعرف من الطارق، فجعلك فضولك تفتح الباب. "أهلاً، أنا مهندس المنزل الذي تسكنه. تم إرسالي لكي أوسّع منزلك وأبني غرفة إضافية مجاناً. هل تقبل؟" لا بد أن توافق على العرض وتدخله وتراقبه فيما يعمل وتقول لنفسك "ربما أشتري بعض الماكينات الرياضية وأتمرّن هنا أو ربما سريراً وأستضيف أصدقائي عندما نطيل السهر. لكن ماذا لو حوّلت المكان إلى مكتب لأعمل بهدوء أو إلى مطبخ إذ طالما حلمت بتقديم مهاراتي في الطهي إلى العالم؟"  

من مساحة صغيرة، ستبدأ مجموعة كبيرة من الأسئلة والاحتمالات تنمّي الفكر الريادي بداخلك. ستجد أنّ الإمكانيات تتوسّع، والحماسة تزيد، ورؤيتك لمستقبلك تتغير تدريجياً منذ أن طرق هذا المهندس بابك ومنحك قوة المساحة في حياتك! فإذا أردت أن تكون رائد أعمال ناجحاً، احرص أن تترك مساحة أو بالأحرى فرصة للتفكير أو ممارسة هواية أو قضاء الوقت مع بعض الأشخاص، لأنه لن يأتي طارق ليزيد يومك عن 24 ساعة. 

2) التحديات 

فيما المهندس خارج من منزلك، رآه الجيران وعلموا ما قام به، وانتشر الخبر. فآتاك جارك أولاً وطلب أن يودع عندك بعض الأشياء، ثم اتصل بك صديقك المسافر وسألك أن تستضيفه بضعة أيام. بعدها، أخبرتك زوجتك بأنها حامل بمولود جديد وستحتاج الغرفة الجديدة لتجهيزها. ومسكها ختام أصابك زكام، فاضطررت للنوم في هذه المساحة المحايدة كي لا تنقل المرض إلى الآخرين. 

لا بد أن تظهر التحديات وتعترض طريقك من حيث لا تدري، أحياناً بمجرّد تفكيرك في مشروع جديد. قد لا تملك التمويل أو الوقت الكافي أو لا تجد الأشخاص المناسبين لمساعدتك. شيئاً فشيئاً، قد تميل للتراجع أو لتأجيل مشروعك مزيداً من السنوات. لا مفر من هذه التحديات في كل مراحل الريادة وحتى في أكثرها نجاحاً. لذا، عليك بالاستعداد المسبق من خلال إعداد نفسك بنفسك. ابحث. اصغِ. راقب. تعلّم فن التواصل. أتقن قراءتك للشخصيات. تدرّب على المرونة في التفكير. حصّن إراداتك بأهدافك ورؤيتك للمشروع. استشر من يفوقك خبرة. وسيُطرق بابك مرة أخرى.  

3) المغامرة 

من الطارق هذه المرة؟ أنت الآن لست من يفتح الباب لأول مرة. قطعت مسافة طويلة، وأودعت أغراض جارك، واستقبلت صديقك المسافر والمولود الجديد. تعبت وتعافيت. دخلت الغرفة وأغلقت بابها وفكّرت ملياً في مشروعك. فحين فتحت الباب، كان المهندس من جديد. لم تعلم إذا كنت تريد أن تشكره أو تطرده لكنه أعطاك خيارين. الأول أن تتخلى عن ملكية الغرفة، فيدخل ويهدمها. والثاني، أن تبقى مالك الغرفة وتنقلانها معاً إلى السوق، ما يعني المزيد من التحديات إنما المزيد من الفرص أيضاً. 

كذلك الأمر في رحلتك الريادية. ستأتي لحظات فارقة تضعك على مفترق طرق. إما تتخلّى عن كل ما حلمت به وإما تطلقه إلى النور. لا تطرد هذا الطارق إذا كنت بالفعل تستمتع بهذه المساحة وترغب في إعطائها حيزاً أكبر من حياتك، وإذا كنت بالفعل قد درست مشروعك ووضعت نموذجاً لإطلاقه ولو على مستوى صغير. بعد الكثير من الاستعدادات، ستشعر أنك قمت بدورك على أكمل وجه، وستبقى أمامك خطوة هي المغامرة. لا تتردّد!